خصوبة الجولان السوري
“لا يقل غنى الجولان في تربته عن البقاع الخصبة النادرة في العالم. ولأضرب مثلاً على خصوبة تلك الأرض، أقول: إن الذرة الصفراء، حين كان يزرعها الفلاحون، كان يزيد طول ساق الواحدة منها عن أربعة أمتار. وتحمل من (العرانيس) مقادير عالية جداً، رغم بدائية طرق الاستنبات.
وإن أنسَ لا أنسَ اليوم الذي زرعت فيه حبات من عبّاد الشمس (دوار الشمس). فلقد نما عودها حتى بلغ في الطول ما يفوق ثلاثة أمتار، وفي غلظ الساق ما لا يقل عن 6-7 سنتيمترات. وكانت غلة القرص الواحد كيلو غراماً من البذر الجاف.
فالخصوبة فائقة الحد، وقدرة الأرض على الإنبات عجيبة. وكان سكان البطيحة يستغلون الأرض ثلاثة مواسم في العام على الأقل، دونما تقويتها بسماد يذكر.
ولقد قال عنها الجنرال كارل فون هورن، كبير المراقبين الدوليين، في كتابه (الخدمة العسكرية من أجل السلام):
“إن كل شبر من تلك الأرض، يساوي منجماً من الذهب لكثرة ما يغل من الحبوب”.
من كتاب (سقوط الجولان) للمقدم خليل مصطفى بريّز الذي عمل رئيساً لقسم الاستطلاع في قيادة الجبهة بالجولان السوري قبل تسليمه للصهاينة.