معالم

الغرفة الدمشقية في دريسدن – ألمانيا

الغرفة الدمشقية في دريسدن – ألمانيا
يتجاوز عمر هذه الغرفة 200 عام حيث دون على أحد ألواحها تاريخ صنعها 1225 هجرية (حوالي 1810 ميلادية)

اشتراها رجل ألماني محب للشرقيات يدعى كارل أرنست من أحد البيوت الدمشقية بعد رحلة بحث طويلة إلى الشرق عام 1898 حيث كان هدفه غرفة تمثل النموذج المثالي للبيت الشرقي، وبمساعدة القنصل الألماني بدمشق وجد الغرفة المنشودة التي فككت ألواحها الخشبية بجدارنها وسقفها، وغلفت وأرسلت في مائة قطعة منفصلة، لتصل ألمانيا سنة 1899.

ولكن أرنست تغيرت ميوله الفنية وأصبح مهتماً بالعمارة العصرية فاحتفظ بالغرفة مغلفة في سقف بيته ولم يستخدمها.
وبعد وفاة أرنست سنة 1921 أهديت الغرفة إلى متحف الشعوب في دريسدن، وكتبت لها النجاة من أهوال الحرب العالمية الثانية التي قضت على الكثير من التحف والآثار العربية التي كانت تحتفظ بها المتاحف الألمانية والتي نقلت أو بيعت أو أهديت إلى ألمانيا في عهد الدولة العثمانية.

ولكن العمل على الغرفة وترميمها تأخر إلى القرن الحادي والعشرين حيث أشرف على الترميم خبراء في الآثار من سورية وألمانيا.
وبسبب بيعها إلى ألمانيا نجت هذه الغرفة من التجديدات التي خضعت لها الغرف المشابهة التي بقيت في دمشق. كما أنها واحدة من عدد قليل من الغرف المشابهة التي لا تزال تحتفظ بمكوناتها ضمن سياقها الأصلي.

وتتميز الغرفة بقصيدة (المنفرجة) الشهيرة التي كتبت عليها
(الشدة أودت بالمهج … يارب فعجّل بالفرج)

ولأهمية القصيدة والمعاني التي تحملها ترجمتها الدكتورة كلاوديا أوت إلى الألمانية، وعُلّقت لوحة تحمل القصيدة المترجمة إلى جانب الغرفة ليتاح للزائر فهم معانيها في اشتداد الكرب وانتظار الفرج.

لقد نجت هذه الغرفة الدمشقية التي هاجرت واستقرت في دريسدن – ألمانيا بأعجوبة وكتب لها أن تعيش مهاجرة في أوربا كحال كثير من أبناء الشعب السوري.

اقرأ أيضاً:
بيت العقاد تحفة معمارية في دمشق القديمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى