عسكريون

الرائد محمد وداد بشير – صائد كوهين وضحيّته

ولد محمد وداد بشير في منطقة الحفة بمحافظة اللاذقية عام 1933.

تخرج في الكلية الحربية ضابط إشارة.

يرتبط اسم الرائد محمد وداد بشير بالجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين. فقد كان على رأس المجموعة التي ألقت القبض على كوهين في شقته بحي أبي رمانة بدمشق مطلع العام 1965. وذلك بعد تتبع الذبذبات التي كان يصدرها جهاز الإرسال الذي كان يستخدمه.

وكانت قضية الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين قد شغلت الرأي العام بعد أن تغلغل في مفاصل الحياة السياسية في سورية. فقد دخل كوهين الأراضي السورية باسم مستعار هو (كامل أمين ثابت) عام 1962. وشكل بعد دخوله سورية شبكة تجسس لحساب الموساد الإسرائيلي من خلال علاقات واسعة مع كبار المسؤولين في الجيش وحزب البعث الحاكم في سورية. وقد استطاع زيارة الجبهة السورية والاطلاع على التحصينات في القنيطرة. وكانت هذه الزيارات قد بدأت منذ أيام الانفصال، أي قبل انقلاب 1963.

فرّ محمد وداد بشير إلى العراق عام 1968 بسبب الصراع داخل أجنحة البعث، وخوفاً على حياته من نية أركان انقلاب شباط 1966 تصفية الضباط المرتبطين بقضية كوهين.

شهادة عن ظروف اعتقال كوهين
ينقل أكرم الحوراني في مذكراته شهادة مهمة من وداد بشير عن ظروف اعتقال كوهين. ومما جاء في هذه الشهادة:

بعد عشر سنوات تقريباً من إعدام كوھین، وكنت قد أصبحتُ لاجئاً في بغداد، دعاني رئیس المكتب السوري آنذاك السید نزار حمدون الى ولیمة غداء في نادي المنصور. وكان مدعواً إلیھا الفريق أمین الحافظ واللواء زياد الحريري والأمین المساعد للقیادة القومیة شبلي العیسمي، والسید مصطفى حمدون، وعدد آخر من اللاجئین السوريین إلى العراق.
وعندما قادنا الحديث الى قضیة كوھین روى لنا الضابط محمد وداد بشیر، وھو أحد الضباط الذين اشتركوا بالقاء القبض على كوھین، أن عدداً من الضباط قد أشھروا مسدساتھم لینتزعوا كوھین من بین أيديھم بعد إلقاء القبض علیه.

ومن الجدير بالإشارة إلیه أن ھذا الضابط قد اختطف فیما بعد في لبنان، من قبل المخابرات السورية

مذكرات أكرم الحوراني

الاختطاف والاعتقال

قضى محمد وداد بشير أعواماً عدة في العراق، قبل أن ينتقل مع عائلته إلى لبنان عام 1976 حيث قامت المخابرات السورية هناك باختطافه. وأودعته سجن المزة في نفس الزنزانة التي أوقف بها الجاسوس كوهين. وبقي في السجن إلى أن تدهورت صحته أواخر العام 1989.
ونقل إلى المستشفى ليقضي أيامه الأخيرة فيه حيث فارق الحياة هناك. ونقل جثمانه إلى مدينة اللاذقية ودفن في مقبرة المغربي.

زر الذهاب إلى الأعلى