محطات تاريخيةوثائق

كلمة هاشم الأتاسي عند توقيع المعاهدة السورية الفرنسية

الكلمة التي ألقاها هاشم الأتاسي رئيس الوفد السوري في المفاوضات التي أدت إلى توقيع المعاهدة السورية الفرنسية، وذلك في قاعة الساعة بمقر الخارجية الفرنسية بباريس بتاريخ التاسع من أيلول/سبتمبر عام 1936.

وقد تبادل الأتاسي إلقاء الخطاب احتفالاً بالمعاهدة مع وكيل وزارة الخارجية الفرنسية بيير فيينو. وقد وقع فيينو المعاهدة ممثلاً الحكومة الفرنسية التي يرأسها الاشتراكي ليو بلوم، وهو أول رئيس وزراء يهودي لفرنسا.

نص الكلمة

إن العواطف التي أعربتَ عنها يا سعادة الوزير سيكون لها تأثير عظيم في نفس الأمة السورية التي نمثلها. وباسمها أرجو منك أن تتقبل عواطفنا الخالصة. فإن المعاهدة التي وقّعناها والتي جاءت مكللة بمجهودات طويلة ستكون فاتحة عصر جديد في تاريخ سورية.

وقد وجدنا فيك إدراكاً للحقائق وفهماً عظيماً لمصالحنا المشتركة وجلداً وصبراً عظيمين في الدرس والبحث عن حلول لمشاكلَ كثيراً كانت معقدة. كما وجدنا فيك رغبة صادقة في توثيق عرى التحالف والصداقة بين شعبينا.

والصداقة نعمة من نعم الله. سواء كانت بين الأفراد أو بين الشعوب وهي شرط أساسي للسلم الذي نعد بلادكم به.

ونحن نعلم يا سعادة الوزير أن عهدالنشاط والجد والمسؤوليات العظيمة بدأ أمامنا. وقد تخرّجنا من مدرسة تاريخكم. وعرفنا كيف نكون جديرين بمثلنا الأعلى.

ولا ريب في أن الحكومة التي يرأسها بكل جلال ونفوذ السياسيُّ العظيم الذي يشرّف حفلتنا هذه بحضوره، بعد أن شرّفنا منذ شهر حزيران بمساعدته التي لا تقدّر قيمتها، وبعطفه وصداقته العظيمين، لا ريب إن هذه الحكومة قلّدت الأمة العربية جميلاً لا يُنسى.

وإننا يا سعادة الوزير نشاطرك الثقة التامة في أن نقل المسؤوليات التي تتحملونها إلى الجمهورية العربية الفتيّة في سورية سيتم في جوّ مشرّب بالصداقة التامة والتعاون الوثيق.

ولا تستطيع سورية ألا تكترث بمصير لبنان. لأن الصلات التي تربطها به أقدم عهداً وأوثق عرىً من كل ما يدخل في دائرة التعاون الاقتصادي.

وسأنقل إلى سوريّة -وقلبي مفعم سروراً وغبطة- ما أعربتم لها عنه من أماني اليسر والمجد. وأرجو أن تتقبلوا عواطف الشكر التي أُعرب لكم عنها الآن باسمها مقرونة بما امتازت به من عرفان الجميل لكم ولبلادكم القوية النبيلة.


اقرأ أيضاً: المعاهدة السورية الفرنسية في الشعر السوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى