هل كتب على جبل قاسيون أن يبقى أجرد قاحلاً

مشروع تشجير جبل قاسيون المطل على العاصمة دمشق مشروع قديم متجدد. وهو يعود إلى عهد الانتداب الفرنسي.
وعلى الرغم من تتالي العهود والحكومات، وتجدد الاقتراحات والدراسات، فإن جميع المشاريع التي انطلقت فعلاً لتشجير الجبل المبجّل عند الدمشقيين، والتي وعدت بتحويل الجبل إلى جنة خضراء لم تكتمل، ولم تنجح. والنتيجة كما ترون اليوم: جبل عارٍ أجرد.
وهكذا، فقد أضاعت دمشق الحزام الأخضر الذي كان يحيط بها متمثلاً في غوطتيها بأشجارها وبساتينها. كما أنها لم تفلح في إضافة مساحة خضراء تعوضها بتشجير الجبل العاري.

في عدد جريدة الأخبار الدمشقية اليومية بتاريخ 23 نيسان/ أبريل 1950، يطالعنا خبر عن اقتراحٍ حمله وفد من وجهاء المدينة إلى المسؤولين في محافظة دمشق، ويتضمن الاقتراح تشجير جبل قاسيون. كما يشمل إنشاء مصيف على سفحه.
ولا يفوت المقال المنشور أن يشير إلى أن المشروع قديم يعود إلى أكثر من عشرين عاماً. (أي منذ بداية عهد الانتداب الفرنسي). ولكن المشروع تعثّر لغياب “الرجال الحريصين على خدمة بلدهم”، بحسب تعبير جريدة الأخبار.
نص المقال
“إنشاء مصيف في سفح جبل قاسيون.
هل تقوم المحافظة بتبني هذا المشروع الحيوي؟
نشرت إحدى الزميلات المسائية أمس خبراً جاء فيها أن وفداً من وجهاء المدينة طلبوا إلى المسؤولين في محافظة دمشق الممتازة إنشاء مصيف على سفح جبل قاسيون. وذلك بتشجير هذا الجبل و تأمين المياه اللازمة له.
والحقيقة أن دمشق المدينة هي أحوج ما تكون إلى مثل هذا المشروع الحيوي، وخاصة في مثل هذه الأوقات بعد أن تمت القطيعة الاقتصادية بينها و بين لبنان. وقد يذكر القراء أن هذا المشروع كان قد فُكّر فيه منذ أكثر من عشرين عاماً على الأقل. وكان بالإمكان تنفيذه على مراحل متعددة لو أتيح لمدينة دمشق منذ ذاك العهد رجال يحرصون على خدمة بلدهم، و تأمین راحة المواطنين.
إن تحقیق مثل هذا المشروع الحيوي للمدينة سيعود بالفائدة على جميع المواطنين بالإضافة إلى الجمال الذي يكسبه لمدينة دمشق، بعد أن يتم تشجير هذا الجبل العاري.
ولن تكون فائدة هذا المشروع مقتصرة على إيجاد دور للمصيّفين فقط، بل إنه سيساعد على تفريج أزمة السكن في العاصمة عندما يتم إنشاء عدد كبير من الدور الصغيرة الموحدة البناء.
وحبذا لو فكرت المحافظة جديّاً بتحقيق هذا المشروع وإظهاره إلي حيز الوجود بالاتفاق مع الهيئات المالية أو الشركات التجارية لأسدت للمدينة خدمة لا تنسى.
إن مشاريع حيوية عديدة يمكن القيام بها في دمشق. تخفف من أزمة البطالة المتفشية، وترفع من مكانة المدينة كعاصمة لها تاریخها. وتشغّل رؤوس الأموال المجمدة. وتنعش حركة البلد، ولكن ينقص كل ذلك الجرأة في الخطوة الأولى والتشجيع من المسؤولين. فهلّا تبنّت المحافظة هذا المشروع، وقامت بتحقيقه في هذا العهد الذي نطلق عاليه عهد العمل والتنفيد”.

جريدة الأخبار الدمشقية
عدد 23 نيسان/أبريل 1950.
اقرأ أيضاً