محطات تاريخيةوثائق

فيضي الأتاسي بعد ثورة حماة: أنا مؤيد للانتداب وقلق على سمعة فرنسا

فيضي الأتاسي بعد ثورة حماة: أنا مؤيد للانتداب وقلق على سمعة فرنسا

التقرير الذي قدّمه متصرف حماة فيضي الأتاسي في تشرين الأول / أكتوبر عام 1925 إبان ثورة حماة إلى المندوب السامي الفرنسي في سورية، وفيه عرض لتفاصيل الأحداث والانتهاكات التي قام بها الجيش الفرنسي بحق أهالي المدينة، وأسفرت عن مئات الشهداء.

أنا مؤيد للانتداب عن قناعة، وقلق على سمعة فرنسا في الشرق

“إنني أعتبر أن من واجبي أن أُطلع معاليكم على الفظائع التي ارتكبت في أعقاب أحداث 4 و 5 تشرين الأول / أكتوبر.
وأعتقد أن هذا الواجب يقع على عاتقي لسبب مزدوج، أولاً: كمواطن سوري وموظف حكومي.
وثانياً: أنا مؤيد للانتداب عن قناعة، وقلق على سمعة فرنسا في الشرق.

“إن الأخطاء المتراكمة والوحشية التي ارتُكبت قد آلمت كل القلوب في حماة. لقد كانت فظائع لا مبرر لها، وتدينها قوانين البلاد والقوانين الفرنسية.

“عندما عاد الهدوء بعد يومين من (الشغب)، بدأت السلطة الفرنسية في حماة بأعمال اعتقال واحتجاز، بغض النظر عن رأي السلطات المحلية، وتعرّض وجهاء ومثقفون وموظفون حكوميون وأفراد من العامّة للمضايقة والاعتقال، دون أسباب جدية في الغالب.

سنهدم كل المساجد

لقد فرضت على السجناء ظروف لا أستطيع أن أصفها إلا بأنها كانت معيبة، لقد احتجزوا في أماكن ضيقة، وعانوا من أبشع الفظائع وأسوأ ظروف التحقيق، كما أجبروا على القيام بكل أنواع الأعمال الشاقة. كما تعرضوا للضرب بعد تعريتهم تماماً، وكان الضرب يستمر حتى فقدان الوعي. ومن بين الذين خضعوا لهذه المعاملة شمسي بك العظم وأبو الهدى اليافي، وكلاهما تمت تبرئته، وكان اليافي قد طلب إحضار جريدة، فوصل الأمر إلى الملازم (س)، وهو ضابط مخابرات مؤقت، فاستدعاه، ونزع عنه ثيابه وضربه بلا رحمة، وقال له: “كن على ثقة أننا سنهدم كل المساجد، ولن يبقى في سورية إلا العلم الفرنسي”.
هل هناك قانون في العالم يسمح بفرض مثل هذه الفظائع والمضايقات على المتهم؟ هل سينسى سكّان حماة هذه الفظائع التي كانوا شهوداً عليها؟

قال له الضابط الفرنسي: “كن على ثقة أننا سنهدم كل المساجد، ولن يبقى في سورية إلا العلم الفرنسي”

آثار الدمار على أحد الأسواق في حماة بعد القصف الوحشي الفرنسي للمدينة عام 1925

قصف المدينة

“لقد كان ذلك كله تحت ذريعة أن رصاصة أطلقت على الثكنة من أعلى مئذنة مسجد بعد عدة أيام من أعمال الشغب، فأُمرت المدينة بتسليم عدد معين من البنادق، خلال مدة محددة، وعندما انتهت المهلة، كان عدد البنادق غير مكتمل، وكانت عاقبة ذلك قصف المدينة بالمدفعية والطائرات.

إن هذا، يا صاحب المعالي، جزء من الأحداث التي وقعت في حماة. وهدفي منه هو إبقاؤكم على اطلاع على ما يجري”.

يُذكر أن فيضي الأتاسي هو ابن الشيخ طاهر الأتاسي مفتي حمص أخي الرئيس هاشم الأتاسي.

المصدر

التمرد السوري 1925 -1927 (L’insurrection syrienne de 1925-1927)
للمفكر السوري إدمون رباط
مجلة Revue historique – عدد نيسان – حزيران 1982 – ص 419
ترجمه عن الفرنسية: موقع تاريخ سورية


اقرأ أيضاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى