قصة صورة

تجار دمشق وامتنان حافظ الأسد

“وفي هذا المجال، لابد لي من على هذا المنبر من أن أشكر وأحيي غرفة تجارة دمشق وتجار دمشق على موقفهم الوطني الذي عبّروا عنه هذا اليوم في برقيتهم وبيانهم الذي أصدروه، وأظهروا فيه تمسكاً بالمصلحة الوطنية، وفهماً حقيقياً لهذه المصلحة الوطنية، وكانوا صادقين مع أنفسهم، ومع وطنهم في هذا الموقف، وعندما عبروا عن فهمهم لغيرة الثورة على مصلحة مجموع المواطنين.

دمشق أيها الإخوة، وليس من قبيل المجاملة، عاصمة التاريخ، عاصمة العرب، ستظل إلى الأبد موضع فخرنا واعتزازنا.

دمشق ستظل أبداً عاصمة الوطنية والعروبة والإسلام”.


بهذا الغزل الظاهر، توجّه حافظ الأسد في أحد خطاباته إلى النخبة التجارية الدمشقية ممتناً من وقفتهم التي وصفها بـ “الوطنية”، بعد موقف غرفة تجارة مدينة دمشق برئاسة بدر الدين الشلاح في إفشال إضراب تجار العاصمة بخلاف تجار حلب وحماة في مطلع الثمانينات.

ولعل هذا الموقف لا يبدو غريباً ويأتي متسقاً مع تاريخ تعامل تجار دمشق مع حكام سورية. وذلك منذ عهد الاستقلال، مروراً بعهد الانقلابات، ثم عهد الوحدة مع مصر. وليس انتهاء بانقلاب حافظ الأسد.

وينطوي هذا الموقف لدى الطبقة التجارية على معان يرددها الدمشقيون. فسكان العاصمة -برأيهم- لا يتعاملون مع المجهول. وأن التعامل يكون مع الحقيقة، والحقيقة هي الحكام والدولة القوية. ولذلك، فهم يرون أن وقوفهم هذا هو في الوقت نفسه وقوف إلى جانب “الوطن” وليس إلى جانب الحكام أو خدمة لمصالحهم وحسب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى