تفاصيل محاكمة إيلي كوهين : الجلسات والمدانون والتهم والأحكام
في 22 شباط عام 1965 بدأت محاكمة الجاسوس اليهودي إيلي كوهين الذي كان قد أعلن عن القبض عليه في حي أبي رمانة بدمشق مطلع العام نفسه.
وقد شملت التحقيقات عدداً كبيراً من المشتبهين رجالاً ونساء.
المتهم الأول: إيلي كوهين
في 28 شباط بثت إذاعة دمشق تسجيلاً لمحاكمة إيلي كوهين اعترف فيه بالعمل لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية، كما اعترف بأن السلطات المصرية اعتقلته عام 1956 وطردته من بلادها، وقال إن السلطات الإسرائيلية عرضت عليه التجسس وزودته بجواز سفر أرجنتيني باسم كامل أمين ثابت، وأضاف أنه وصل إلى سورية عام 1962، وضم عدداً من الأشخاص إلى شبكة التجسس.
كوهين طلب تعيين محام له، ولكن المقدم صلاح الضللي رئيس المحكمة العسكرية التي تنظر في القضية عارض ذلك استناداً لموجبات القانون السوري.
في الأول من آذار بثت إذاعة دمشق تسجيلاً للجلسة الثانية التي تحدث فيها كوهين عن تدريبه على التجسس ونشاطه في الأرجنتين.
وفي الجلسة الثالثة بتاريخ 2 آذار، تابع كوهين سرد نشاطه في الأرجنتين، ونفى أن يكون قد زار الجبهة السورية، أو أن يكون قد قابل الفريق أول علي عامر القائد العام للقيادة العربية الموحدة خلال زيارته لسورية أواخر عام 1964.
في جلسة التحقيق الأخيرة مع كوهين بتاريخ 3 آذار، روى إيلي كوهين أسماء العسكريين الذين تعرف إليهم، ونفى أن يكون تعرف إلى أية شخصية سياسية أو عسكريةرسمية. ونفى أيضاً أن يكون قد زار الأردن. وحملَ على حكومة إسرائيل، وأشاد بسورية.
المتهم الثاني: ماجد شيخ الأرض
في 4 آذار بدأت محاكمة المتهم ماجد شيخ الأرض الذي نفى عن نفسه تهمة التجسس. ولكنه اعترف بمقابلة كوهين ونقله بسيارته بصفته مغترباً وليس عميلاً للاستخبارات الإسرائيلية. وقال إنه ظنّه “مغترباً شريفاً” وأراد مساعدته. شهدت الجلسة نقاشاً حاداً بين رئيس المحكمة والمتهم شيخ الأرض بخلاف جلسات محاكمة كوهين.
في 6 آذار، نفى ناطق رسمي في وزارة الخارجية الأردنية ما تردد من أن إيلي كوهين الجاسوس الإسرائيلي قد زار الأردن وتجول في بعض مناطق الضفة الغربية مرافقاً صلاح الدين البيطار أحد رؤساء الحكومات السورية وعضو حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سورية.
في 18 آذار بثت إذاعة دمشق تسجيلاً لجلسة المحكمة العسكرية التي استمعت إلى ختام أقوال المتهم ماجد شيخ الأرض الذي أنكر أنه عرّف كوهين إلى بعض الشخصيات الأجنبية العاملة في المخابرات الإسرائيلية التي ورد ذكرها في تفاصيل محاكمة إيلي كوهين.
المتهم الثالث: جورج سالم سيف
في 19 آذار بثت إذاعة دمشق تسجيلاً للمتهم الثالث في القضية وهو جورج سالم سيف الملحق الصحافي في القنصلية السورية في الأرجنتين، ومسؤول الصحافة العربية والأجنبية في دمشق لاحقاً. وكان سيف قد دعا كوهين للمشاركة في برنامج بإذاعة دمشق وقدمه كمغترب عائد لخدمة وطنه. روى المتهم في الجلسة تفاصيل تعرّفه إلى رئيس الشبكة.
المتهم الرابع: الملازم معزّى زهر الدين
في 23 آذار بثت إذاعة دمشق تسجيلاً لمحاكمة المتهم معزّى زهر الدين قائد الحرس القومي في محافظة إدلب، وهو ابن أخت عبد الكريم زهر الدين قائد الجيش السوري.
وقد تناولت الجلسة المعلومات العسكرية التي قدمها المتهم إلى إيلي كوهين.
توقفت إذاعة دمشق بعد ذلك عن بث المحاكمات رغم وجود متهمين آخرين.
المتهم الخامس: نصر الدين وانلي
موظف في الأمن العام، طلب منه المتهم ماجد شيخ الأرض الحضور إلى مركز الحدود في جديدة يابوس على الحدود مع لبنان لمساعدته بإدخال سيارته، وتم الاتفاق بينهما على أن يكون بانتظاره صباح يوم 10 كانون الثاني عام 1962، وبهذه الطريقة تم دخول كوهين بسيارته وما فيها من أجهزة اتصال إلى الأراضي السورية.
المتهم السادس: إيلي ألمظ
موظف في مطار دمشق، طُلب من كوهين تقوية علاقته به.
المتهم السابع: أحمد هيثم القطب
موظف في مصرف سورية المركزي، وصاحب الشقة المفروشة في حي أبي رمانة التي استأجرها إيلي كوهين.
طلب الدفاع عن كوهين
في 25 آذار وجّه بول أريغي رئيس نقابة المحامين في باريس، والمحامي جاك مرسيه، المكلّفان من ذوي الجاسوس كوهين بالدفاع عنه، رسالة إلى الفريق أمين الحافظ رئيس مجلس الرئاسة السوري، وطلبا استئناف محاكمة كوهين مع حفظ حقوق الدفاع فيها.
وكان المحامي مرسيه قد قام بزيارة لدمشق في أول شباط لطلب الدفاع عن كوهين.
وفي 28 آذار، وجّه وزير خارجية الأرجنتين رسالة إلى الحكومة السورية ناشدها فيها الإبقاء على حياة الجاسوس إيلي كوهين.
الأحكام
في 8 أيار 1965 أصدرت المحكمة العسكرية برئاسة المقدم صلاح الضللي الأحكام التالية على المتهمين:
إيلي كوهين: رئيس شبكة التجسس حُكم عليه بالإعدام ونُفّذ الحكم في الثامن عشر من أيار عام 1965.
ماجد شيخ الأرض: حُكم عليه بالسجن 10 سنوات مع الأشغال الشاقة.
جورج سالم سيف (الموظف بوزارة الإعلام): حُكم عليه بالسجن 5 سنوات مع الأشغال الشاقة.
الملازم معزّى زهر الدين: حُكم عليه بالسجن 5 سنوات مع تجريده من حقوقه المدنية والعسكرية.
إيلي ألمظ (الموظف في مطار دمشق): حكم عليه بالسجن ستة أشهر.
نصر الدين وانلي (الموظف في مديرية الأمن العام):حكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر.
أحمد هيثم القطب (الموظف في مصرف سورية المركزي): حكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر.
جميع الأحكام غير قابلة للاستئناف.
برّأت المحكمة ساحة 30 شخصاً متهماً بينهم 9 نساء.
تفاصيل الصورة: من اليمين:
إيلي ألمظ – معزى زهر الدين – جورج سالم سيف – ماجد شيخ الأرض – إيلي كوهين.
اقرأ أيضاً