شخصياتعسكريون

الشهيد فتحي الأتاسي – من شهداء حرب الإنقاذ

الشهيد فتحي الأتاسي – من شهداء حرب الإنقاذ

ولد فتحي بن محمد الأتاسي في مدينة حمص عام 1914.
كان والده قائداً لطابور عسكري مرابط في غزة ضمن (حملة الترعة) التي قادها جمال باشا قائد الجيش الرابع العثماني ضد الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى للسيطرة على قناة السويس.

نال شهادة الثانوية (البكالوريا) في دمشق، والتحق بالمدرسة العسكرية بحمص (الكلية الحربية). وتخرج فيها عام 1940 برتبة مرشح ضابط.

عند وقوع العدوان الفرنسي عام 1945 كان الملازم فتحي الأتاسي يعمل في إحدى القطعات العسكرية بحلب. وقد سجنه الفرنسيون مدة عشرة أيام بتهمة التحريض على الالتحاق بالقوات الوطنية.

أوفدته الدولة بعد الاستقلال في بعثة إلى إنجلترا عام 1947 لدراسة تنظيم المستودعات والتجهيزات.

حرب الإنقاذ

قرر الملازم فتحي الأتاسي الالتحاق بجيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي. وعمل ضمن المجموعة الشمالية بقيادة المقدم أديب الشيشكلي. وأوكلت إليه مهمة قيادة سرية المالكية.

يروي أكرم الحوراني في مذكراته لقاءه بفتحي الأتاسي في دمشق قبل التحاقه بجيش الإنقاذ فيقول:

رأيت صديقنا الضابط الشاب فتحي الأتاسي في مقھى الھافانا بعد دخول الجیوش العربیة إلى فلسطین، فوجدته مغتماً حزيناً، ولما سألته عن سر اكتئابه أجابني بالحرف الواحد : سأذھب غداً للقتال ولسوف أستشھد بالرغم من عدم اقتناعي بمواقف قیادتنا العسكرية والسیاسیة”.

معركة كعوش

بعد تسلّم الزعيم حسني الزعيم رئاسة الأركان في 23 أيار 1948، قرر تغيير الخطة المفروضة من القيادة العربية الموحدة في عمان، واستبدل بها خطة للهجوم من القطاع الأوسط، أي من جسر بنات يعقوب إلى مستعمرة مشمار هايردن (كعوش) ثم التقدم إلى روشبينا (الجاعونة) باتجاه صفد.

بدأت المعركة صباح 5 حزيران عام 1948، وذلك بتقدم أحد أفواج المشاة التي كانت منتشرة بين مخفر الجمرك السوري (قرب جسر بنات يعقوب) وعِلْمين لاحتلال أقوى مستعمرة في سهل الحولة، وهي مستعمرة (كعوش).

استمرت المعركة حتى الحادي عشر من حزيران وانتهت باحتلال المستوطنة، وأعلنت في نهاية ذلك اليوم الهدنة الأولى بين العرب واليهود.

أما الشهيد فتحي الأتاسي، ففي التاسع من حزيران وقبل يومين من انتهاء المعركة، وبدافع من شهامته، تقدم لإنقاذ فتاة يهودية جريحة، ولكنها بدأت برميه بالرصاص عند اقترابه منها، فسقط جريحاً. ولضعف الدعم الطبي على الجبهة، فقد تقرر نقله إلى مشافي دمشق لوقف النزف، ولكنه الموت عاجله قبل وصوله إليها.

نقل جثمانه إلى مدينته حمص، ورافق نعشه من دمشق صديقه أكرم الحوراني، حيث دفن في مدافن أسرته.

أطلق اسمه على إحدى قاعات المتحف الحربي بدمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى