الأخطل الصغير يشكر غورو بعد إعلان قيام لبنان الكبير
الأخطل الصغير يشكر غورو بعد إعلان قيام لبنان الكبير
في الأول من أيلول عام 1920، أعلن الجنرال هنري غورو قيام ما سمي “لبنان الكبير” وهو كيان بني على أساس متصرفية جبل لبنان التي منحت فيه الدولة العثمانية عام 1861 حكماً ذاتياً للمسيحيين في جبل لبنان بعد الحرب الطائفية التي نشبت بين الموارنة والدروز والتي استغلتها الدول الغربية للضغط على الدولة العثمانية والوصاية على الأقليات في الشرق.
ولكن الكيان الجديد ضمّ إلى متصرفية جبل لبنان أقضيةً ومناطق لا علاقة لها بجذر المشكلة التي أنتجت المتصرفية. فقد اقتطع “لبنان الكبير” أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، وهي الأقضية الأربعة: البقاع وبعلبك وحاصبيّا وراشيّا، والمدن الساحلية: طرابلس وصيدا وصور والعاصمة بيروت.
كان أكثر مسيحيي لبنان من مؤيدي “لبنان الكبير” بخلاف المسلمين الذين كانوا يشكلون الأغلبية العظمى من المناطق التي اقتطعها “لبنان الكبير” من الأرض السورية، ولا سيما مدينة طرابلس الشام التي بقي سكانها يطالبون بالوحدة مع سورية طوال فترة الانتداب.
الأخطل الصغير يحتفل بـ “لبنان الكبير” ويمدح صانعَه
وكان من بين أولئك المؤيدين للانتداب وللكيان الجديد الشاعر بشارة الخوري الذي اشتُهر بلقب “الأخطل الصغير”.
نشر الأخطل الصغير في جريدة “البرق” البيروتية التي كان يملكها ويرأس تحريرها، قصيدة يشكر فيها الجنرال غورو المندوب السامي الفرنسي، وذلك في الأول من أيلول يوم إعلان قيام لبنان الكبير.
والقصيدة زاخرة بالمديح المبالغ فيه، فالشاعر ممتنّ من الجنرال الذي تفضّل وأوجد هذا الكيان. وهو يمدح شجاعته في قتال مناوئي الانتداب، ويشبّهه بالإمام “علي” في موقعة صفّين، كما يمدح “إنسانيته”ورفقه بمن حاربوه. أما الذين وقفوا في وجه الانتداب فهم “جاهلون” بحقيقته، وهو لم يقصد قتالهم، ولذلك فهو يرأف بهم عندما يقتلهم، فمع كل قتيل تسقط منه دمعة تغسل هفوة سيفه بقتله.