خالد الحسين – مرافق حافظ الأسد الذي لزمه كظله وفداه بنفسه.
لا يمكن لمن عاش حقبة الأسد الأب أن ينسى صورة الرجل الأسمر ذي الملامح القاسية والشارب العريض الذي كان يظهر برفقة حافظ الأسد أينما حل. رجل تتذكره بصورته وإن غاب عنك اسمه. اختلف الناس في أصله وهويته ووظيفته، ونحن الآن نسلط بعض الضوء على سيرة خالد الحسين بمعلومات لعلها تكون مفيدة على تواضعها.
المولد فلسطيني
ولد خالد الحسين في بلدة عين غزال إلى الجنوب الشرقي من حيفا بفلسطين المحتلة. كان والده (محمد الحسين) من أعضاء جماعة “الكف الأسود“، وهي جماعة فلسطينية مسلحة تأسست عام 1937 ونشطت خلال الثورة الفلسطينية الكبرى وفي حرب 1948، وكان تستهدف العصابات الصهيونية وسماسرة الأرض ومخافر الانتداب البريطاني.
النزوح إلى سورية
نزح خالد الحسين مع أسرته إلى سورية عند حدوث النكبة عام 1948. وكان يسكن خان الشيخ جنوب دمشق قبل أن ينتقل إلى مخيم اليرموك.
التحق خالد الحسين بالجيش السوري في الستينات، وبعد انقلاب شباط عام 1966 وبحسب شهادة ضباط معارضين فإن خالد الحسين كان يحضر مع رفعت الأسد الشقيق الأصغر لوزير الدفاع حافظ الأسد جلسات استجواب المعارضين وتعذيبهم.
وقع اختيار وزير الدفاع حافظ الأسد على خالد الحسين ليكون مرافقاً له. وبعد أن قام الأسد بانقلابه على رفاقه البعثيين في تشرين الثاني عم 1970، تمهيداً لاستلامه الحكم، بقي الحسين مرافقاً شخصياً للأسد واستمر معه في أداء وظيفته كمرافق لا يفارق رئيسه.
خالد الحسين يفدي سيّده بنفسه
ولكن المحطة الأبرز في حياة خالد الحسين والتي حوّلته من مجرد مرافق شخصي يصحب الشخصيات المهمة في أسفارها وجولاتها، إلى رجل نافذ ذي سطوة، هي محاولة اغتيال حافظ الأسد عام 1980، تلك المحاولة التي كان لها أكبر التأثير على حياة خالد الحسين وعلى مجرى الأحداث في سورية كلّها.
في 26 حزيران عام 1980 أنهى الرئيس النيجري حسين كونتشي زيارة إلى دمشق كان بدأها قبل يومين. وكان الضيف مع وزير الدولة للشؤون الخارجية فاروق الشرع بانتظار حافظ الأسد ليصطحبه من قصر الضيافة إلى المطار. وبحسب فاروق الشرع فإن “حراسة القصر كانت مؤلفة حينها من مفارز بسيطة تتناوب عليها دورياً عناصر قليلة من الشرطة العسكرية، إذ لم يكن لدى الرئيس الأسد حتى ذلك الوقت أي موكب مرافقة مهمة“.
ويتابع الوزير الشرع وصف ما جرى:
“فجأةً ونحن نودّع الرئيس النيجري على الدرج الضيق الخاص أمام قصر الضيافة وقع الانفجار. أبعد الرئيس الأسد بشكل عفوي القنبلة الأولى بقدمه، بينما ارتمى مرافق الرئيس الخاص اللواء خالد الحسين بجسده على القنبلة الثانية.
أصيب الرئيس للتو بخدوشٍ جارحةٍ في ساقيه وصدره، بينما كان جسد الحسين مخردقاً بكامله. وبطبيعة الحال كان الإسعاف إلى المشفى القريب هو الحل“.
قادت محاولة الاغتيال هذه إلى رد فعل انتقامي عنيف من حافظ الأسد، تمثل في تنفيذ مجزرة سجن تدمر الرهيبة في اليوم التالي لمحاولة الاغتيال.
أدت المجزرة التي أشرف عليها الرائد معين ناصيف قائد اللواء 40 في سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد إلى مقتل المئات من السجناء الذين قتلوا في زنازينهم على يد عناصر سرايا الدفاع.
نهاية الخدمة
بدأت صور خالد الحسين تختفي من الشاشات بعد حادثة مقتل باسل الأسد الابن الأكبر لحافظ الأسد مطلع عام 1994. وقد استبدل به الرئيس ابنَ أخته ذا الهمة شاليش الذي أصبح رئيس الحماية الخاصة بخاله، وبابن خاله بشار الأسد من بعده.
ما زال خالد الحسين على قيد الحياة (عام2022)، وما زال يظهر بين حين وآخر في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين حيث تعيش عائلته، يحضر مناسباته ويجتمع بسكانه.
لخالد الحسين ثلاثه إخوة يصغرونه سنّاً هم:
العميد نمر الحسين: يحمل إجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق ودكتوراه في الإعلام من جامعة موسكو. كان يعمل مدرساً في ثانويات دمشق. ثمّ تطوّع في الجيش السوري وأصبح مديراً للإعلام في إدارة التوجيه السياسي في الجيش. اغتيل برصاص قنّاص أمام منزله في مخيم اليرموك في شباط عا م 2015.
العقيد علي الحسين: طبيب عسكري.
وليد الحسين.