سورية جزء من دعاية الحلفاء ضد هتلر ودول المحور في الحرب العالمية الثانية
إحدى الصور التي كان ينشرها الحلفاء كجزء من الدعاية ضد ألمانيا ودول المحور أثناء الحرب العالمية الثانية.
الصورة منشورة باللغة البرتغالية (وكانت البرتغال من الدول الأوربية التي أعلنت حيادها خلال الحرب رغم محاولة طرفي الصراع غزوها). وتظهر الصورة في قسمها الأول وزير الدعاية الألماني الشهير يوزف غوبلز يخطب بحضور الزعيم الألماني هتلر في الرابع من حزيران عام 1941 ويتوعد رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل بفشل حملته في سورية (ألمانيا تقول في الإذاعة: تشرشل لن ينجح في سورية).
ويظهر القسم الثاني من الصورة الجنود البريطانيين والفرنسيين يرفعون أعلامهم في شوارع دمشق في 11 تموز من العام نفسه، بينما السوريون بطرابيشهم ولباسهم العربي يشاهدون استعراضهم مع تعليق ساخر (الأعمال العدائية للحلفاء في 11 تموز).
خلفية تاريخية
كان عام 1941 زاخراً بالأحداث التي أثرت بشكل كبير على مجرى التطورات وعلاقتها المباشرة بمستقبل سورية.
بدأت قوات فرنسا الحرة بمساعدة القوات البريطانية في 8 حزيران عام 1941 معركتها لدخول دمشق. ترافقت المعركة مع إلقاء طائرات الحلفاء آلاف المنشورات فوق المدن السورية واللبنانية تتضمن اعترافاً بالاستقلال وإنهاء الانتداب الفرنسي على لسان الجنرال جورج كاترو الذي عينته حكومة فرنسا الحرة برئاسة الجنرال شارل ديغول مبعوثاً لها إلى سورية ولبنان.
انتهت المعركة في 21 حزيران بسيطرة قوات الحلفاء على طريق دمشق-بيروت واستسلام قوات فيشي التي طلب قائدها الجنرال هنري دنتز هدنة وقعت في عكا في 13 تموز 1941 قبل أن تغادر قوات فيشي البلاد نهائياً في 2 تشرين الثاني من العام نفسه.
في 29 تموز 1941 زار الجنرال ديغول سورية وألقى خطاباً في الجامعة السورية وعد فيه بعهد جديد في سورية دون ذكر الاستقلال صراحة، ما عُدّ تراجعاً عن وعود الاستقلال.
في 12 أيلول وافق الشيخ تاج الدين الحسني على قبول منصب رئاسة الجمهورية الذي عرضه الجنرال كاترو عليه. وفي السادس عشر من أيلول أصدر كاترو قرار تعيينه رئيساً للدولة السورية مع قرار بإعادة ضم جبل الدروز وجبل العلويين إلى سورية بعد أن فصلهما المندوب السامي السابق جابرييل بيو.
في 27 أيلول نظم احتفال بروتوكولي حضره كاترو وتاج الدين الحسني أعلن فيه استقلال الدولة السورية رسمياً.
ألغي الاحتفال بهذا الاستقلال واختفى ذكر هذا اليوم من الذاكرة الشعبية في سورية في عهد الرئيس شكري القوتلي الذي استعاض عنه بيوم جلاء آخر جندي فرنسي في 17 نيسان عام 1946 وعُدّ هذا اليوم عيد الاستقلال الحقيقي.
اقرأ أيضاً
اقرأ أيضاً
شاهد أيضاً: حفاوة كبيرة في استقبال المندوب السامي الفرنسي جابرييل بيو في جبل الدروز عام 1939