في صيف 1966 كانت بحيرة طبريا على موعد مع واحدة من أهم العمليات العسكرية التي خاضها الجيش السوري في عمق الأراضي المحتلة. وقد أسفر الهجوم السوري عن تدمير 11 زورقاً حربياً إسرائيلياً، بينما ادّعى الإسرائيليون أنهم أسقطوا طائرتين سوريتين.
وكان ناطق عسكري سوري قد أعلن أن الملازم الأول الطيار محمد غازي وزوازي قد استشهد عندما فُقدت طائرته خلال عمليات عسكرية قام بها مع عدد من طياري سلاح الجو السوري داخل فلسطين المحتلة يوم الإثنين 15 آب عام 1966.
تفاصيل العملية
في الخامس والعشرين من آب أعلن متحدث رسمي باسم الحكومة السورية أن الجيش السوري قد تمكن في عملية “كوماندو” من انتشال طائرة “ميغ 17” التي سقطت في بحيرة طبريا أثناء الاشتباك الذي وقع بين القوات السورية والقوات الإسرائيلية في 15 آب 1966. وقد تمكن الجيش السوري من انتشال جثمان الشهيد الطيار غازي وزوازي.
وقال المتحدث الرسمي: إن عملية انتشال الطائرة جرت في السادس عشر من آب رغم أنف العدو. وقد قام بتنفيذها 12 شاباً من رجال الضفادع التابعين للجيش السوري، حيث ربط رجال الضفادع حبالاً بالطائرة وسحبوها إلى الشاطئ.
وأضاف المتحدث: إن المسؤولين الإسرائيليين يركزون في ادعاءاتهم على الطائرة السورية التي فقدت في بحيرة طبريا. ونحن نقول إننا لم نقف عند حد مناقشة السماح لنا بسحب وانتشال حطام الطائرة وقائدها. وقد تمكنا بوسائلنا الخاصة ورغم أنف وتبجحات العدو من انتشال جثة الملازم قائد الطائرة. كما قامت عناصر من القوات السورية المسلحة بعمل بطولي عندما تمكنت من انتشال حطام الطائرة وسحبها إلى الأراضي السورية.
وكانت الصحف اللبنانية قد نشرت صورة لرجال الضفادع السوريين وهم يغوصون في مياه بحيرة طبريا لانتشال الطائرة.
وكانت سورية قد طلبت من الميجر جنرال (أود بول) كبير المراقبين الدوليين السماح بانتشال حطام الطائرة، غير أن الحكومة الإسرائيلية قد رفضت وساطة الجنرال بول في هذا الشأن.
تشييع رسمي وشعبي للشهيد غازي وزوازي
في الثامن عشر من آب عام 1966 نُقل جثمان الشهيد الملازم الطيار غازي وزوازي إلى المستشفى العسكري بدمشق.
وقد شيّع جثمان الشهيد صباح الجمعة التاسع عشر من آب بموكب رسمي وشعبي إلى مطار دمشق حيث أقلته طائرة عسكرية خاصة برفقة عدد كبير من الضباط إلى مدينته حمص حيث واكبته جنازة حاشدة إلى مثواه الأخير.
وفي السادس عشر من كانون الأول من العام نفسه احتفل في حلب بتخريج دفعة جديدة من ضباط سلاح الطيران. وقد أطلق على الدورة اسم الشهيد محمد غازي وزوازي.
كما أطلق اسم الشهيد في العام نفسه على مدرسة ابتدائية في مدينته حمص.
