صحافة زمان

شجار في حمص بين البيك والأفندي

كانت جريدة (ألف باء) الدمشقية تنشر في أربعينات القرن العشرين زاوية ثابتة بعنوان (مباءة نحل) بتوقيع مستعار. وكانت تأتي أحياناً كرد أو تعقيب على رسالة تصل إلى الجريدة حول حادثة معينة أو ظاهرة اجتماعية ما.
وتحت عنوان (البيك والأفندي)، نشرت الجريدة في 13 كانون الثاني عام 1944 هذه الحادثة الطريفة وردّ الجريدة عليها.

البيك والأفندي

حضرة الأستاذ (أحدهم)
وقع عندنا في حمص شجار بين موظفَين من موظفي الدولة، وتراشقا بالكلام القارص، لأن الأول نادى رفيقه بلقب “أفندي” بينما الثاني يتمسك بلقب “بك“، ويعتبر كلمة أفندي جارحة لكرامته. وقد كاد يتفاقم الشجار لو لم يتدخل رئيس المصلحة في الأمر.

هذا ما جرى عندنا أنقله لحضرة أستاذي (أحدهم) بناء على طلب الأكثرية من الحمصيين، راجياً إفتائي في: هل كلمة “أفندي” تمس الكرامة إذا جاءت مكان لقب “بك”؟

ولكم الفضل.

حمص خ. غ

رد (ألف باء)

كان الإمام عليّ مرة جالساً إلى جانب الإمام الفاروق رضي الله عنهما، فدخل رجل وادّعى على الإمام عليّ بقضية ما، فقال عمر بن الخطاب: قم يا أبا الحسن فاجلس إلى جانب خصمك. فلما انتهت الدعوى ورجع الإمام عليّ إلى مجلسه، قال له عمر وقد تبين له استياءٌ في وجهه: أغاظك أني قلت لك اجلس مع خصمك؟ فقال لا، ولكن أغاظني أنك كنّيتني أمامه وقلت يا أبا الحسن، ولم تقل قم يا علي فاجلس مع خصمك!

فخبذا لو أخذنا بسيرة الإمام الطاهرة وشحنّا هذه الألقاب إلى أصحابها. وعندئذٍ لا شجار ولا خناق على كلمتي “بك” و”أفندي”!
(أحدهم)

اقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى