قصة صورة

“مذلون … مهانون” صرخة صلاح جديد من زنزانته

“مذلون … مهانون” صرخة صلاح جديد من زنزانته
رسالة من صلاح جديد أحد أركان انقلاب 8 آذار عام 1963 وقائد انقلاب شباط 1966 من سجن المزة إلى ابنته وفاء.

يشكو صلاح جديد لابنته وفاء التي ولدت بعد اعتقاله بشهرين ما يعانيه من ذل وإهانة في سجنه. متخذاً من عنوان رواية للأديب الروسي الأشهر ديستوفسكي “مذلون … مهانون” عنواناً لرسالته التي كتبها على الصفحة الأولى من الرواية.

الرسالة مؤرخة في السابع من آب عام 1993 قبل أيام من وفاة صلاح جديد.

اعتقل صلاح جديد أثناء انقلاب حافظ أسد على رفاقه البعثيين في تشرين الثاني عام 1970. وقد زج أسد برفيقه في انقلاب 1966 في سجن المزة العسكري مدة 23 سنة حتى وفاته في زنزانته في 19 آب 1993. ولم يشفع له تاريخهما المشترك في السلطة والانقلابات. كما زج برئيس الدولة نور الدين الأتاسي في السجن ذاته ليخرج منه عام 1992 للعلاج قبل وفاته بأسابيع.

نص الرسالة

“إلى أحب الناس إلي …وأعز ما في الوجود …إلى ابنتي الحبيبة وفاء … ذكرى آلام وأيام صعبة نمر بها. …لعلنا نجد ترجيعها وأصداءها في هذه الرواية. وكلي أمل أن يكون في وسعنا مستقبلاً ترديد ما جاء في نهايتها:
– فانيا، فانيا، كان هذا كله حلماً أليس كذلك؟
ما الذي كان حلماً؟
كل شيء، كل شيء، كل شيء حدث هذه السنة يا فانيا، لماذا هدمتُ سعادتك؟
وقرأت في عينيها: “كان يمكن أن نسعد معا إلى الأبد“.

وفاء…يا و…ف …ا …ء هل تسمعينني؟ أنا متفهم تماماً لوضعك ومشاعرك ومدرك بعمق للظروف التي أحاطت بك سابقاً وتحيط بك الآن. … أنا معك … معك يا وفاء… وستجدينني دائماً إلى جانبك. ولن أتخلى لحظة عنك. … فهل تفهمينني أنت يا وفاء كأب وقبل ذلك كصديق؟… هل أنت مدركة أبعاد المأ…… التي أعيشها الآن…؟ لا أدري يا حبيبتي … قد نلتقي يوماً ما بدون رقابة وبدون سجن فنتحدث…ونتحدث طويلاً …ولكن هذا حلم. … حلم بعيد قد لا يتحقق أبداً. … إذن فليس لي الآن إلا الصمت، والأحلام والصمود. … على طريق الرسالة التي نذرت نفسي لها. …وسأموت من أجلها. …فهل سنلتقي يا وفاء… على هذه الطريق …؟.
٧ / ٨ /١٩٩٣
أبوك … صلاح


اقرأ أيضاً
شركاء اليوم أعداء الغد – مشهد من زمن الصراع البعثي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى