لوحة “مريمين” الفسيفسائية في متحف حماة
تعد لوحة “مريمين” واحدة من أكثر اللوحات الفسيفسائية في العالم اكتمالاً ودقة.
ويعود اكتشافها إلى العام 1960م، فقد وُجدت في أرضية غرفة مستطيلة كبيرة، في أحد منازل قرية مريمين جنوب غرب مدينة حماة.
ويعود تاريخ اللوحة -بحسب الدراسات الأثرية- إلى القرن الثالث الميلادي، أو ما يعرف بـ”العصر الروماني”.
وتتميز اللوحة بأنها مشغولة بأحجار رخامية وزجاجية صغيرة جداً من حيث حجم القطعة الواحدة إذا ما قورنت بأبعاد اللوحة.
ويصل عرض اللوحة إلى أربعة أمتار ونصف، بينما يصل طولها إلى خمسة أمتار ونصف. أما أبعاد القطعة الواحدة من الحجارة الفسيفسائية فلا تتجاوز (3×3 مم). ولذلك، فإن علماء الآثار يعتقدون أنها اللوحة الوحيدة في العالم التي تمتلك هذه المواصفات.
ولكن أهم ما يميز اللوحة هو المشهد الموسيقي الذي تمثله، والذي يضم ست نساء عازفات وطفلين.
وتظهر في اللوحة آلات موسيقية كانت تستخدم في تلك الحقبة الزمنية. حيث نجد آلة الأرغن، وعازفة الأجراس “الصنجات”، وعازفة على آلة هندية موسيقية تتألف من زبادي معدنية فوق طاولة، وعازفة تعزف على مزمارين منفصلين، واحد في كل يد، وعازفة القيثارة.
وتكشف هذه التفاصيل الحية في اللوحة طبيعة المجتمع السائد في تلك المنطقة في تلك الحقبة من الزمن.