رجال دين

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

شكّل ظهور الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أوائل التسعينات على شاشة التلفزيون الحكومي مفاجأة للجمهور السوري، فقد كان (دراسات قرآنية) أول برنامج ديني متخصص على وسائل الإعلام السورية منذ عقود.

بقي برنامج (دراسات قرآنية) لسنوات البرنامج الديني الوحيد على الشاشة. وقد حظي البرنامج -خاصة في سنواته الأولى- بمتابعة كبيرة رغم الضعف الشديد في الرعاية والإنتاج.

ولد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي (1929-2013) في قرية “جليكا” التابعة لجزيرة ابن عمر المعروفة بجزيرة بوطان على ضفاف نهر دجلة، حيث تلتقي الحدود السورية العراقية التركية.

تلقى العلم الشرعي على والده الشيخ ملا رمضان البوطي. وتخرج في الأزهر الشريف بمصر، وعيّن بعد ذلك معيداً في كلية الشريعة بدمشق. ثم أوفد إلى الأزهر الشريف ونال درجة الدكتوراه في أصول الشريعة عام 1965.

بالإضافة إلى عمله في التدريس في كلية الشريعة بجامعة دمشق، ودروسه المنتظمة في مساجد دمشق، فقد ترك البوطي عشرات الكتب في الفقه والتفسير والفكر.

كانت السمة الأبرز للبوطي توافقه الشديد مع النظام السوري، وذلك بدفاعه عنه وهجومه المستمر على خصومه.

ولكن المحطة الأكثر جدلاً في حياته، كانت دفاعه المستميت عن النظام بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011.

لم يوفر البوطي وسيلة للظهور والحشد لصالح النظام. لذلك كان يدعو إلى الوقوف في وجه ما سمّاه “المؤامرة” على سورية وإلى “تجنب الدعوات إلى الفتنة”.

في 21 آذار/مارس 2013، وأثناء إلقائه درساً في مسجد الإيمان بحي المزرعة بدمشق، كان البوطي على موعد مع نهايته المأساوية.

تبادل النظام السوري والمعارضة تهمة قتل البوطي. وفي حين ادّعت الحكومة السورية مقتل البوطي بتفجير انتحاري، قالت المعارضة السورية إن النظام قام بتدبير حادثة قتل البوطي استباقاً لسفره خارج البلد وانشقاقه.

دفن البوطي إلى جانب ضريح القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي قرب الجامع الأموي بدمشق.

اقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى