محطات تاريخية

عمر أبو ريشة يصوّر مجزرة حماة ويهجو سفّاحها

عمر أبو ريشة يصوّر مجزرة حماة ويهجو سفّاحها
ابتداء من الثاني من شباط عام 1982 وعلى مدى شهر كامل، ارتكب جيش النظام السوري في مدينة حماة أبشع مجزرة في تاريخ سورية، راح ضحيتها الآلاف من المدنيين نساءً وأطفالاً وشيوخاً، وعاثت قوات النظام في شوارع المدينة وأزقتها وبيوتها قتلاً ونهباً وإجراماً، وهدمت خلال المجزرة عشرات المساجد، ودمّر الجزء الأكبر من المدينة القديمة وسوّي بالأرض، ونُهبت بيوتها الأثرية وقصورها، ولم يوفر جنود الأسد حتى الذهب في أيدي النساء بعد قتلهنّ.

كان تفاعل الأدباء مع مجزرة حماة متواضعاً جداً. ويعزى ذلك لأسباب كثيرة، منها التكتم الشديد على الأحداث والتضليل الإعلامي الذي أحسن النظام السوري إدارته أثناء المجزرة وبعدها.

هذه قصيدة للشاعر والدبلوماسي السوري عمر أبو ريشة يصوّر فيها مجزرة حماة، ويهجو سفّاحها، ويسخر منه ومن بطولاته الزائفة في حق العزّل الذين وجّه إليهم سلاحه بعد أن أدار ظهره لعدوّهم.
نختار من قصيدة عمر أبو ريشة هذه الأبيات:

القصيدة

نـَشرَ الخسيسُ من السلاح أمامه

واخــتــارَ مــنـه أخــسَّـه، وتـقـلَّـدا

وحـبا إلـى حـرمِ الـرّجال، ولم يذُقْ 

مـن قُـدسِ خـمْرتهم ولـكنْ عـربدا

وافـتَـنَّ فــي تـزييف مـا هـتفوا بـه

وارتـــدَّ  بـالـقِيَمِ الـغـوالي مُـنْـشِدا

وأزاحــــت  الأيــــام عــنــه نـقـابـه

فــأطـلَّ  مـسْـخـاً بـالـضلال مــزوّدا

تـرك الـحصونَ إلـى الـعِدى مـتعثراً 

بـفراره، وأتـى الـحِمَى مُـسْتأسِدا

سـكِّـيـنـه فـــي شــدقـه ولـعـابُـه

يـجري عـلى ذكـر الـفريسة مُـزبدا

مـــا كــان هـولاكـو ، ولا أشـبـاهه 

بــأضـلَّ  أفــئـدةً و أقــسـى أكـبُـدا

هـذي حـماة عروسةُ الوادي على

كِـبْـر الـحـداد، تُـجـيل طـرفـاً أرمـدا

هــذا  صـلاح الـدين يُـخفي جـرحَه

عنها، ويسأل: كيف جُرْحُ أبي الفدا

ســرواتْ دنـيا الـفتح هـانتْ عـنده 

وأصـــاب مـنـهـا مــا أقــام وأقـعـدا

مـا عـفَّ عـن قذف المعابد باللظى

فـتـنـاثرت  رِمــمـاً، وأجَّـــتْ مـوقـدا

عمر أبو ريشة يهجو سفاح حماة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى